أزيـــــــلال
مدينة أزيلال مخبأة في عمق قلب المغرب، وهي واحدة من الجواهر غير المعروفة جدا في البلاد. تلتقي الطرق في هذه المدينة في المنتصف بين المحيط والصحراء، حيث تختلط الثقافات. تساهم التقاليد العربية والبربرية في خلق جو خاص هنا.
أزيلال نقطة انطلاقة مثالية لاسكتشاف الأطلس الكبير، فالمدينة ونواحيها تمنح زوارها تنوعا كبيرا من المناظر الطبيعية و الثقافة الحية.
دليل من التاريخ العريق في المنطقة يحيط بك. هنا، الصومعة الترابية الحصينة التي تم استخدامها لحماية المحاصيل في أوقات الندرة، لما كان الجوع يشكل خطرا حقيقيا. هناك، التغرمت، وهو عبارة عن مجمع من الهياكل المحصنة. وهناك، ترقد ديناصورات متحجرة. وخلال حقبة الدهر الوسيط، عاشت هذه الزواحف الضخمة حول أزيلال. اليوم، تعمل محمية دمنات للحفاظ على عظامهم وجعلها متاحة للزائرين. لا يجب أن يفوت علماء الحفريات الهواه والمتخصصين على حد سواء فرصة زيارة هذا المعلم.
الإقليم يتوفر على خصائص جمالية وطبيعية مثل شلالات أوزود الشهيرة، ووفرة الثروة المائية، وغنى الفلكلور الشعبي، والصناعات التقليدية، بل تعرف الجهة بأنها من أغنى مناطق المملكة بالمخطوطات والآثار، التي يقال عنها إنها تظل، للأسف، تحت طائلة الإهمال.
توجد بالاقليم مناطق جبلية خلابة، ومناخ جاف وصحي، يستهوي الكثيرين من أجل الاستجمام والعلاج من أزمات الربو وغيرها، كما تتوفر على مناطق تاريخية، ورصيد أركيولوجي مهم، مثل بوكماز ايمينفري بدمنات (70 كلم غرب أزيلال)، وشلالات أوزود (36 كلم في اتجاه الغرب أيضا)، وهو المكان الطبيعي الذي يبهر الناظرين، والغني بثروة الحفريات والمنحوتات.كماعثر في نواحيه على أحد أقدم هياكل الديناصورات في العالم، وذلك في منطقة جبال الأطلس المتوسط، وحدد العلماء عمره بحوالي 165 مليون سنة.
تمتازالمنطقة أيضا بصناعات تقليدية متنوعة وجميلة، مثل النسيج البزيوي، وهو المنسوج الذي قيل عنه إن الملك الراحل الحسن الثاني فضله واختاره أن يكون لباسا تقليديا رسميا، وصار هذا اللباس مشهورا، باعتماده أثناء افتتاح الدورة البرلمانية من كل عام واختتامها أيضا، حيث يظهر كل البرلمانيين في قبة البرلمان، وهم يرتدون النسيج البزيوي.والنسيج البزيوي تعرف به مدينة بزو بنواحي ازيلال.
الجغرافيا
الموقع
يمتد إقليم أزيلال عى مساحة 9800 كم² مجملها تضاريس جبلية في منتشرة بين الأطلس الكبير والمتوسط باستثناء منبسطات قليلة جدا في سهل تادلة و سهل الحوز.
إقليم أزيلال له حدود ترابية مع عدة أقاليم من مملكة المغرب، فمن الشمال يحده إقليم بني ملال والفقيه بن صالح (عبر بزو - رفالة - بني عياط - أفورار - تيموليليت - أسكسي - و لاربع نـآيت اوقبلي)، ومن الشمال الشرقي إقليمي الرشيدية و ميدليت(عبر تيفرت نآيت حمزة - أنرڭي وجزء من زاوية أحنصال التي تلتقي مع قبائل آيت حديدو المعروفة ب إملشيل)،ومن الجنوب الشرقي امتدادا إلى الواجهة الجنوبية إقليم ورزازات (عبر جزء كبير من زاوية أحنصال - تبانت - آيت بوولي - آيت تامليل - آيت أومديس)، من الجنوب الغربي إقليم الحوز وعاصمته مراكش (عبر جزء من أيت أومديس - سيدي يعقوب - أنزو) ثم أخيرا من الواجهة الغربية إقليم قلعة السراغنة (عبر جزء من بزو - فم الجمعة هانتيفة - تنانت - أيت ماجدن - دمنات - تيديلي).
بهذا التموقع الجغرافي يُعد إقليم أزيلال منطقة متوسطة في صميم التنوع الجغرافي للملكة المغربية، فهو يقع في النقطة الفاصلة بين الواجهة الغربية والشمالية الغربية للبلاد (عبر سهل تادلة وتاساوت والحوز) التي تتميز بغلبة المنبسطات والسهول الخصبة واعتدال المناخ، وبين الواجهة الشرقية والحنوبية الشرقية (عبر هضبة ورزازات) التي يغلب عليها الطابع الصحراوي والمناخ القاري. ثم بين الأطلس المتوسط (عبر بزو أيت اعتاب إلى حدود زاوية الشيخ وتكلفت) ذي الارتفاعات المتوسطة التي تتخللها أشباه منبسطات سنحت بغابات ونشاطات فلاحية، وبين الأطلس الكبير (عبر دمنات، أيت بوولي - قمة جبل رات 3800م، تبانت - قمة جبل مڭون 4068م، إلى زاوية أحنصال)ذي الإرتفاعات الشاهقة والمنحدرات الوعرة التي تجعل النشاط البشري صعبا وهي قليلا ما تكون مأهولة بالسكان.
المناخ
مناخ البلدة قاري عموما مع بعض التأثيرات المحيطية الأطلسية الموسمية، في المناطق المحادية للسهول يكون الجو جافا شديد الحرارة في الصيف وباردا في الشتاء، وكلما اتجهت جنوبا وأوغلت في الجبال يصير الجو شبه جاف ورطب إلى شديد البرودة شتاء وجافا معتدلا في الصيف.
التقسيمات الادارية
يضم إقليم أزيلال 2 جماعة حضرية و42 جماعة قروية:
الحواضر
- أزيلال
- دمنات
الجماعات القروية
تبانت | أنزو | أفورار |
تبروشت | بين الويدان | أڭودي نلخير |
تابية | بني عياط | آيت عباس |
تاڭلفت | بني حسن | آيت بلال |
تامدا نومرسيد | إبزو | آيت بو علي |
تنانت | فم الجمعة | آيت ماجدن |
تاونزا | إمليل | آيت مزيغ |
تدلي فطواكة | إسكسي | آيت امحمد |
تيفرت نآيت حمزة | مولاي عيسى بن إدريس | آيت واوردا |
تفني | واويزغت | آيت أومديس |
تيلوڭيت | واولى | آيت اوقبلي |
تيموليلت | ارفالة | آيت تڭلا |
تسقي | سيدي بوخالف | آيت تامليل |
زاوية أحنصال | سيدي يعقوب | أنرڭي |
الديموغرافيا
حسب نتائج الإحصاء العام للسكان لسنة 2004 فإن عدد سكان إقليم أزيلال يبلغ 504.501 نسمة يستقر 90% منهم في الوسط القروي، يتمركز جله قرب السهول والمنبسطات الفلاحية وتقل الكثافة في اتجاه الجبال.
أغلب سكان الإقليم أمازيغ يتكلمون باللهجات الأماازيغية ما عدا سكان مناطق ابزو و فم الجمعة ذوي الأصول العربية والناطقين بالدارجة (العربية العامية بالمغرب). تندرج هذه الساكنة في أصول قبلية أمازيغية وعربية تتفرع كل منها إلى اتحادات وفروع (فخدات) أهمها:
صنهاجة العليا: امتداد لهجرات قبائل صنهاجة الكبرى (منشأ دولة المرابطين) وفروعها التي استوطنت الجنوب الشرقي من جبال الأطلس في المغرب:
- آيت مساض: آيت إيصحا، آيت امحمد، آيت اوكديد، آيت اوتفركال
- آيت أسري: آيت عباس، آيت بوزيد
- آيت سخمان: آيت داوود اوعلي
- آيت عطا نومالو: آيت ووازيغت، آيت أونير، و امتداد قبائل آيت عطا المعروفة في جبال الجنوب الشرقي
- آيت بوڭماز، آيت تڭلا، آيت واستر
مصمودة العليا: الامتداد الطبيعي لقبئل مصمودة (منشأ دولة الموحدين) وفروعها المستوطنة لجنوب الأطلس الكبير:
- هسكورة (تعرف أيضا بـ: إيسكورن أو أيمسكورن)، إينولتان، آيت اعتاب
- فطواكة: فطواكة
- آيت بلال، آيت اومديوال، آيت بوولي
عرب بنو هلال وبنو معقل: قبائل عربية هاجرت إلى شمال إفريقيا منذ أواسط القرن الثاني عشر الميلادي، و فروعها:
هنتيفة وبني حسان (بزو، فم الجمعة، سيدي يعقوب)
بني موسى وبني عياط (ارفالة، بني عياط وأفورار)
مؤشرات ديموغرافية
- عدد السكان الحضريين: 51.178 نسمة، أي بنسبة 10,14%
- عدد السكان القرويين: 453.323 نسمة، أي بنسبة 89.86%
- نسبة السكان الناشطين: 33,90% على بصعيد الإقليم
- معدل الخصوبة: 3,5 طفل لكل امرأة في سن الإنجاب (15-49 سنة)
- نسبة الأمية: 61,90% على صعيد الإقليم، 66,90% منها بالعالم القروي
هذه المنطقة هي نتاج خليط عربي-أمازيغي تتجلى مظاهره في الصناعات التقليدية و فن الطبخ وكذا في الهندسة المعمارية كما يبدو ذلك من مخزن الحبوب الدائري الشكل والمحصن الموجود بقرية سيدي موسى، و تتميز الحياة الريفية بهذه المناطق بكثرة تلك المخازن و إنتشارها. أما سكان المنطقة، الرعاة منهم والمزارعون على حد سواء، فقد توجهوا نحو إنتاج العسل وزيت الجوز والأجبان. و في هذا الصدد أنشئت الجمعيات والتعاونيات النسائية التي تضم نساء من مختلف القرى . فلا تترددوا في زيارة إحدى البيوت القديمة والمحصنة (تيغرمت). فعلى الرغم من كون جدران تلك البيوت مبنية بالطين أو بالأحجار فإن داخلها المكون من الخشب غالبا ما يكون مزخرف اومنمقا بأشكال متنوعة. و حينما تكونون ضيوفا على سكان المنطقة ستفهمون بسرعة سبب شهرتهم بحسن الضيافة الأستقبال
السياحة
يمكن للزائر أن يصل إلى أزيلال عبر مراكش، من الضفة الجنوبية للمملكة، كما يمكنه أن يقدم إليها عبر بني ملال من الضفة الشمالية للملكة. وإذا دخلت المدينة عبر بوابة بني ملال، ستسحرك المناظر الجبلية الفاتنة، ومحطات المياه عبر سد بين الويدان الشهير، الذي ترابط فوقه بشكل دائم ثكنة عسكرية، تتولى حراسته ليل نهار. ويفسر أهالي المنطقة ذلك بأن هذه المحطة المائية، هي المزود الرئيس للمملكة بالطاقة الكهربائية.
تصعد بك السيارة منعرجات جبلية وعرة، في اتجاه أزيلال، تخلف وراءك في هذه الرحلة بني ملال، ثم أفورار، لتنتهي الرحلة إلى تعرجات جبلية خطرة، لكنها ممتعة، إذ تطل على مساحات خضراء حتى في أوقات الصيف، وتبدو هذه المساحات عبر تشكلات هندسية متنوعة وبديعة، كلما دلفت بك السيارة في العلو.. حقا إنه منظر خلاب.
وفي الطريق قليلا ما تصادف بناية صغيرة، وإذا ما صادفت مثل هذه البناية، فإنها ستكون إما مستوصفا صغيرا، أو مدرسة تتسع لفصلين، أو ثلاثة على الأكثر، لكنك إن مددت بصرك قليلا عبر ثنايا التضاريس الجبلية، فقد تتراءى لك بعض البيوتات القليلة المتنائية، المزروعة في غياهب الجبال المتقاطعة والمتناثرة، وقد يعبر قطيع من الماعز، أو يظهر لك راع بين الأشجار الكثيفة، وسط خلاء غير معمور، تستغرب وتفاجئ إذ يتراءى لك شبح إنسان.
تعبر السيارة سد بين الويدان، وقد تتساءل مثلما يتساءل أكثر العابرين لماذا يسمونه "بين الويدان"، والأحرى أن يسمى بين الجبال؟ والحقيقة أن تداخلا عجيبا يخترق كل المنطقة وتضاريسها وطبيعتها، ما بين جبال وأنهار وعيون ماء، فهي جبال تخترقها أنهار ووديان، وهي وديان وأنهار، تفصل بينها الجبال، وتعيد تلاقيها.
المناطق المجاورة لأزيلال، وبصورة أعم المناطق المتوسطة لجبال الأطلس الكبير، مناطق مختارة رفيعة لممارسة السياحة البيئية. ويرجع ذلك إلى الطبيعة الخلابة التي تزخر بها المنطقة. فعلى بعد 36 كيلومترا غرب أزيلال، تنبثق شلالات "أوزود"، مشكلة منظرا رائعا قل نظيره، حيث تنهمر مياه الشلالات من على علو يتجاوز المائة متر لتغيب في عياهب منحدر تلفه الطبيعة برداء أخضر رائع، و تواصل المياه تدفقها مندفعة على مسافة كيلومترين حتىالخوانق الغارقة في "واد العبيد" (400 م). أضف إلى ذلك المناظر الطبيعية الأخرى المتواجدة عند مدخل وادي" آيت بوكماز" وكذا جسر "إيمي نيفري" الواقع قرب "دمنات". كما ستكتشفون ثمة جسرا حجري عملاقا مقوسا تتعلق به نتوءات من رواسب كلسية، نحتت بفعل مياه "واد محصور".
اكتشفوا كنه الحياة الرعوية الأصيلة بجبال الأطلس الكبير وتمتعوا بسحر الطبيعة و رونقها.
إذا كنت تحب المغامرات في الهواء الطلق، واكتشاف مشهد يؤسر مشاعرك، فإن المنطقة المحيطة بأزيلال في انتظارك. إن جبال الأطلس العالية مناسبة أيضا للسياحة البيئية وملجأ للكثيرين في مواقع رائعة وغير متوقعة. اكتشف شلالات أوزود، ووادي آيت بكوماز أو بحيرة بين الوديان موطن الجمال الخلاب في بيئة طبيعية غير ملوثة.
هل تريد أن تنسى العالم في مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية الغنية؟ خذ جولة في منطقة أزيلال، وانطلق لتحدي وادي آيت بوكماز. ارتد قبعة المستكشف، وابحث عن وديان عروس. استأجر دليلا، واسلك طريقك عبر جسر ايمين ايفري، الذي هو بجانب دمنات مباشرة، وهي جسر طبيعي رائع متشكل من الصخر. هل تبحث عن الإثارة؟ زر الكهوف في القصيبة وآفين! استعد، وتوجه إلى هذه التجاويف العميقة التي يصل عمقها إلى 65 قدما. وفي الوقت نفسه، يقدم شلال أوزود منظرا خلابا بينما ينهطل الماء على ارتفاع 320 قدما إلى العمق السحيق! ربما ترغب أيضا في الاسترخاء لبضع دقائق؟ إذن جرب الماء في بحيرة بين الوديان بالقرب من مدينة بني ملال. وأيا كان النشاط الذي تختاره، تذكر التعرف على السكان المحليين وشراء عدد قليل من المنتجات المحلية من أجل أحبائك.